بسم الله الرحمـن الرحيم أختـــــي الحبيبة :
أن كلام الله تعالى كالأمطار.. وقلوب الناس كالأرض..
فمن تدبـّـر الكـلام ووعــاه .. أخصبت أرضه ..ونما زرعه .. وتفجـّـرت فيه الخـيـرات.. وكثرت فيه أنواع
الزهـور.. وتـعـدّدت ألـوانـهـا..
قال تعالى (ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله ومانزل من الحق ) إلى قوله تعالى (اعلموأن الله يُحيي الأرض بعد موتها قد بـيـّنـا الآيات لقومٍ يعقلون ) ...
اعملي على تعريض أرض قلبك لمدد القرآن الكريم ولا تيأسي .. إنه لا ييأس من روح الله إلاّ القوم الكافرون...
مع طول الصبر بين يدي القرآن الكريم ..
ستجدين فيوضات سماويـّـة تتسلل إلى قلبك تحسينها إحساساً مباشراً مع الأيام..
المهم أن ..تصبري وتصابري..<< والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا >>...
إن القرآن الكريم مائــدة الله في أرضه ..فهلمّوا إلى مائدته الربانيّة ..ففيها غذاء أرواحكم..
نعم.. المسألة تحتاج إلى صبر ومصابرة .. ومجاهدة للنفس الأمـّـارة بالســوء ..
ولكن .. هذا التعب كله إنما هو في البدايات.. فإذا ذاق الإنسان حلاوة الإقبال على كتاب الله تعالى
طاب له السير .. واستمتع بصحبة هذا الكتاب الرباني الكريم .. وشعر في كل مرة يتدبره أنه كالذي يغسل
قلبه بأنــوار السمـاء .. فيتجدد في كل مرة ..
العجيب.. أن ترين كثيرات منّا يصبرن على أشياء كثيرة .. ويتحملن التعب من أجلها ..
ولكنهم مع القرآن لا يستطعن الصبر عليه ...!!!
ما أروع تشبيه كلام الله تعالى بالمطـر..
وكثيراً ما يذكر القرآن قسوة القلوب فيشبهها بالأرض البــور .. تحتاج إلى قطر السماء يهزها...
كذلك القلب يبقى بــوراً حتى يُقبل على هذا الكتاب السماوي فيتدبره .. فإذا هو يهتز بالحياة والحيوية ..
وإذا كانت قطرات من ماء السماء قد تحيي أرضاً ..
فكيف لا يُحيي كلام الله سبحانه قلباً قسى وتبلّـد..؟؟؟؟!!!!!
بل لا بــد أن نكون على ثقة أن عطاء القرآن .. أعظم .. وأروع من عطاء المطر للأرض..
اللهم ارحمنا بالقرآن واجعله لنا إماماً ونوراً وهدىً ورحمةً.. اللهم ذكرنا منه ما نسينا ..وعلمنا منه ما جهلنا
وارزقنا تلاوته آناء الليل وأطراف النهار.. واجعله لنا حجة يا رب العالمين..آمين
منقول للفائدة
بإنتــظار مشاركاتكم / والــــدة هنـد